أصبح النمو السريع أو الجروث هاكينج هو الكلمة الأكثر تداولًا اليوم بين الستارت أبس أو المشروعات الناشئة.
إليكم الأمر.
ربما يكون الأمر مزعجًا لهؤلاء الذين سمعوا عنه كثيرًاكثيرًا، ومحيرًا لمن يجهلون ما هو. لكن شئت أم أبيت، فإن “النمو السريع” يحدث.
وهذا هو السبب الذي يجعلنا نرى العديد من المشروعات الناشئة الجديدة سنويًا بمعدلات نمو غير معقولة.
ويعتبر فيسبوك نموذج متميز لذلك.
وإذا أردت نموذجًا أحدث، انظر إلى Airbnb.
ظهر الجروث هاكينج أو تكتيكات النمو السريع منذ سنوات قليلة، لكنه ينتشر وتزداد أهميته وشهرته بسرعة كبيرة.
كل مشروع ناشئ جديد يبحث عن هاكرز النمو.
السبب واضح: الجميع يرغب في تحقيق نمو شديد السرعة وكبير الحجم والوصول إلى ملايين المستهلكين وتحقيق أرباح بالملايين.
لكن ما الذي يعنيه أصلًا الجروث هاكينج أو النمو السريع؟
آن أوان إجابة هذه السؤال لمرة واحدة شاملة وشافية. بل إني سأرشدكم خلال هذا الدليل إلى كيفية تحقيق النمو السريع.
تعريف الجروث هاكينج
يبلغ عمر هذا المصطلح حوالي 5 سنوات حتى تاريخ كتابة هذا الدليل.
أدخله “شون إليس” في 2010 عندما كان يرغب في وضع توصيف وظيفي جديد. ويعتبر شون هو أول جروث هاكر.
فقد ساعد العديد من المشروعات الناشئة لتحقيق نمو متسارع (مثل دروب بوكس على سبيل المثال) بتقديمه للاستشارات العملية لهم.
ومع ذلك، كلما أراد المغادرة للسعي خلف مشروعات جديدة، فإنه يواجه أوقاتًا صعبة لإيجاد بديل له.
لقد أراد شخصًا ليكون مسؤولًا عن نمو مشروعات البيزنس الناشئة، فيبدأ في كل مرة في فحص المئات من طلبات التقدم للوظيفة، كلها تتحدث عن وظيفة “مسوق”
لكن المسوقين التقليديين لا يقدرون على القيام بهذه الوظيفة.
فالمنتجات التكنولوجية الجديثة تختلف تمامًا عن المنتجات التقليدية، وكذلك تختلف طرق توزيعها.
يشعر المسوقون بأن عليهم الوضع في الاعتبار الميزانيات والمصروفات ومعدل جذب عملاء جديد.. إلخ.
بينما الجروث هاكر لا يهتم بهذه الأشياء. كان يبحث شون، بحسب قوله، عن “شخص وجهته الرئيسية هي النمو”.
طالما ان النمو هو المقياس الذي بناءً عليه يتحدد استمرارية أو موت الستارت أب، فإنه المقياس الوحيد الذي يهتم بيه الجروث هاكر.
يستطيع المهندس أو الطبيب أو المحاسب أن يكونوا “جروث هاكر” بدرجة مماثلة للمسوق. ما يهم هو بؤرة اهتمامهم.
بحسب ثقافة المشروعات الناشئة، فإنهم في المعتاد يستخدمون طرقًا تحليلية، منخفضة التكلفة ومبدعة لمضاعفة قاعدة عملائهم.
وهذا هو الشئ الوحيد الذي يقوم به الجروث هاكر.
حتى تستطيع فهم ما يمكن أن يحققه الجروث هاكينج أو تكتيكات النمو السريع، وما يجب أن تكون عليه عقليتك، سأعرض لك مجموعة من الأمثلة الناجحة لتطبيق الجروث هاكينج. وبعدها بإمكانك تطبيق نفس الأساسيات على البيزنس الخاص بك.
نظرة عامة على النمو السريع
هناك إمكانية لتطبيق تطبيقات اختراق النمو أو النمو السريع على الأرض بعيدًا عن الإنترنت.على سبيل المثال، يتواجد إعلانات ماكدونالدز على جميع مخارج الطرق السريعة بين الولايات في أمريكا يمكن اعتباره من أشكال تكتيكات النمو السريع أو الجروث هاكينج.
لقد استوعبوا أن الطرق السريعة بين الولايات ستصبح كبيرة الحجم، فعملوا على الظهور في المكان الذي عرفوا بتواجد أعداد كبيرة من المستهكلين فيه.
الآن، هذا المفهوم الحديث نسبيًا غالبًا يطبق في عالم المشروعات الناشئة، فليس لديهم ميزانيات ضخمة للتسويق، لذا فإنه يصعب اعتمادهم على إعلانات السوبر بول، أو إعلانات ميدان التايمز.
لذا يتوجب عليهم إيجاد وسائل أقل تكلفة للتسويق لأنفسهم.
ما يملكونه عادة هو منتج يمكن قياسه.
خذ “دروب بوكس” كمثال. ما تقدمه خدمة التخزين السحابي الخاصة به هو ببساطة مساحة تخزين على سيرفرات يمكن الوصول لها عبر الإنترنت.
يمكنهم دائمًا شراء أو تأجير المزيد من السيرفرات لتقديم مساحة أكبر للمستخدمين الجديد.
أو انظر إلى أوبر. الخدمة البديلة للتاكسي والتي تعتمد على أشخاص عاديين يستخدمون سياراتهم الخاصة لنقل الآخرين من مكان إلى آخر بأمان، ويتم الدفع عبر تطبيق الهاتف.
وذلك يمكن اعتباره منتج قابل للقياس في ظل وجود ما يزيد عن 260 مليون سيارة مرخصة في الولايات المتحدة حتى عام 2015.
منتج تقليدي مثل الصابون، لا يمكن قياسه بسهولة. كل مرة ينفد لديك الصابون يتوجب عليك شراء صابون جديد.
لكن في كل مرة يشترك شخص جديد في فيسبوك، فإن تجربتك تتحسن.
بالإضافة إلى ذلك، فإن طريقة عمل المنتج تسمح له بأن يسوق لنفسه. عندما تستخدم أوبر للذهاب إلى منزل صديقك مساء الخميس ويسألك كيف ذهبت، فإنك تقول: “استخدمت أوبر.”
بطبيعة الحال، فإن الكلمة تنتشر. إن كنت تعجبك الفكرة ولديك أصدقاء يمكن أن يستفيدوا من الخدمة (بالإضافة إلى استفادتك أنت من استخدام أصدقائك للخدمة)، فإنك تكون أكثر ميلًا لترشيح الخدمة للآخرين.
هكذا يستخدم الجروث هاكينج أو اختراق النمو تكتيك الانتشار الشفوي أو الـ word-of-mouth على نطاق واسع لتحقيق معدلات النمو المتسارعة التي رأيناها.
