استعرضنا في الجزء الأول من هذه السلسلة شرح مفهوم “الجروث هاكينج” أو النمو السريع أو اختراق النمو، والآن نستعرض خطوات تنفيذ تكتيكات الجروث هاكينج مع ذكر مجموعة من الأمثلة العملية المهمة.
الخطوة الأولى: تأكد أنك تصنع منتجًا يريده الناس
قد تظن أن ذلك منطقيًا لأي شركة، أليس كذلك؟
حسنًا، في السابق كان من الممكن أن تحقق نجاحًا بمنتج عادي إن قمت بالتسويق له بالقدر الكافي.
على سبيل المثال، قدمت كوكاكولا العديد من المشروبات الأخرى عبر السنين مثل سبرايت وفانتا. أغلبهم لم يتميزوا بمذاق جيد مثل الكوكا.
(هل تتذكر “الكوكا الجديدة“)
لكنهم عن طريق الإعلانات المكثفة عالية التكلفة، جعلوها مشروبات محببة وذات شعبية، والآن تملأ تلك المشروبات ممر المشروبات في المتاجر والسوبر ماركت جنبًا إلى جنب مع الكوكا نفسها.
القيام بذلك اليوم سوف يكون أصعب كثيرًا، نظرًا إلى أن الحديث حول منتج جديد ينتشر انتشارًا فائق السرعة.
إن كان منتجك سيئًا، سيعرف العالم ذلك أسرع مما تتخيل.
على سبيل المثال، في عام 2009 عندما كان عمال “الشركة المتحدة للخطوط الجوية” ينقلون أمتعة الركاب فيما بينهم عن طريق إلقائهم فيما بينهم يدًا بيد، انتهى الأمر بكسر الجيتار الخاص بأحد العملاء.
لقد اتعرفوا بالقيام بالأمر، لكنهم رفضوا تعويض الرجل عما تعرض له.
كيف كانت النتيجة؟
ظهرت 3 أغاني (وليس أغنية واحدة) من بينها مقاطع فيديو تتحدث عن الخدمة السيئة للشركة المتحدة للخطوط الجوية.
الأغنية الأولى جمعت 15 مليون مشاهدة حتى كتابة هذه السطور.
بالطبع فإن ذلك يمثل علاقات عامة في منتهى السوء للشركة المتحدة. إن كان منتجك بشعًا فإنه يختفي في وقت أقل من الوقت الذي قضيته في إخراجه للنور.
ما هو الحل؟
الحل بسيط: اجمع الانطباعات والتقييمات.
يجب عليك أن تخرج منتج إلى النور، في أسرع وقت ممكن، لتبدأ في جمع المعلومات والانطباعات والتقييمات للمنتج ولتستمر في تطوير تناسب المنتج مع السوق على أساس منتظم.
لقد تعلمت هذا الدرس بالطريقة الصعبة، عندما بدأت مشروع “كيس ميتريكس“، لقد استهلكنا كل التمويل لبناء المنتج.
لقد استغرق الأمر عامًا كاملًا لبنائه. وعندما أطلقناه، علمنا أن عملائنا كانوا سعداء بالإحصائيات التي تقدمها لهم شبكات التواصل الاجتماعي بالفعل.
هذا ليس جيدًا.
خطوتان يجب أن تخطوهما لتتأكد من أن منتجك سيحقق الهدف
إليك كيف تقوم بالأمر بالشكل الصحيح:
أولًا: ابدأ بطرح الأسئلة والإجابة عليها، ولا تبدأ بتطوير منتج يناسب السوق بشكل رائع.
لقد فعلنا ذلك في حالة “كريزي إيج”. لقد جاء الناس لنا بأسئلة حول سلوك المستهلك.
قالوا: “نحن نصرف كل هذه الأموال على الإعلانات، لكننا لا نعلم حقًا ما الذي يفعله العملاء، أين يقومون بالنقر على الإعلانات، ما هو سلوكهم؟”
عند ذلك فقط، بدأن بالحث بشكل أعمق حل هذا المضوع وبدأنا بالتفكير في منتح يحل تلك المشكلة. لم نكتفي بتطوير منتج لأننا “شعرنا أنه فكرة رائعة”.
ثانيًا: بمجرد أن تتولد لديك فكرة، ابدأ في جمع الآراء والانطباعات
لا تختبئ في غرفتك، وتطور شئ ما لمدة 6 أشهر، ثم تخرج وتلوّح به وتسأل: “ما رأيكم جميعًا؟؟”
اطلب آراء الآخرين مبكرًا.
تخيل أن صديقًا يخبرك أثناء العشاء حول مشكلة في شركته. معًا ستقومون برسم حل للمشكلة على منديل المائدة.
بمجرد انتهائكم من هذا الرسم، بإمكانكم عرضه على الآخرين.
لقد قمنا بنشر أول نسخة من “كريزي إيج” بعد شهر واحد من التطوير لنبدأ في جمع الآراء. ثم كنا نطلق نسخة محسنة جديدة كل شهر.
بفضل إطلاق المنتج سريعًا وجع الآراء حوله بمعدل ثابت، أصبح لدينا منتج مقبول مستعد العملاء أن يدفوا للحصول عليه بكل سعادة، وذلك فقط بعد 6 أشهر من العمل.
ليس ذلك فقط، ولكن الحراك الذي نشأ نتيجة إطلاق التحديثات أمام الجميع ساعد في خلق قائمة انتظار من 10 آلاف شخص بحلول وقت إطلاق كريزي إيج.
وكيف كانت تكلف الحصول على العميل لهؤلاء الـ 10 آلاف شخص؟ لقد كانت التكلفة صفر.
نموذج آخر لشركة نجحت بكل تأكيد في جانب جمع الآراء هو “إنستجرام.
لقد كان معدل نمو إنستجرام جنونيًا.
في الأصل، بدأ المؤسسون التجربة بشبكة اجتماعية باسم “بيربن“، مخصصة لشاربي الويسكي. وأدركوا أن الخاصية الأكثر استخدامًا على التطبيق هي آلية مشاركة الصور.
عندها فقط بدأوا النظر إلى التطبيقات المتعلقة بالتصوير، وهو السوق الذي ظنوا أنه مشبع تمامًا.
بعد الأخذ والرد والتجربة واستطلاع رأي المستخدمين، أدركوا في النهاية أن خاصية مشاركة الصور في كل التطبيقات الموجودة ليس أمرًا بسيطًا، أو ليس هو الخاصية الرئيسية للتطبيق.
قاموا ببساطة بأخذ التفاصيل الأضل في كل التطبيقات التي يعرفونها، مثل الفلاتر في “هيبستاماتيك” وطريقة مشاركة الصور في “بيربن”، ثم قاموا بإزالة كل الأشياء الأخرى.. وأخيرًا! أنتجوا تطبيقًا مميزًا رغب في استخدامه الجميع.
أضف إلى ذلك التوقيت الرائع (انطلق إنستجرام في نفس توقيت انطلاق آيفون 4)، وستعلم كيف حصلوا على 25 ألف مرة تحميل في اليوم الأول، ووصلوا إللى مليون مستخدم خلال شهرين.
تحقق من جودة فكرتك لتتأكد من عدم فشلها
جانب آخر من إنتاج منتج عظيم هو التأكد من جودة فكرته.
هل تريد طريقة لتتأكد تمامًا من أن الناس يرغبون فيما تخطط لإنتاجه؟
اطلب منهم دفع الأموال من أجله.
إن كنت ترغب في تصميم تطبيق ليدل الناس على أفضل اماكن شرب الشاي في المدينة، وتعلم أنه سيكلفك 1000 دولار، فإن حصولك على 20 دولار من 50 صديق (أو 50 دولار من 20 صديق) سيحل مشكلة التكلفة.
وستكون متأكدًا من أن:
أولًا: أصدقاؤك يريدون أن تطلق التطبيق (وبالتالي نتوقع أن أشخاص آخرين يرغبون في ذلك أيضًا)
ثانيًا: لن تضيع الكثير من المال في حالة فشل الفكرة.
ربما ليس من المنطقي أن تطلب الأموال قبل أن يكون لديك منتج، لكن إذا فكرت في الأمر فإنك ستجد أنك تقوم بالدفع مقدمًا مقابل عدة أشياء طوال الوت: تذاكر السينما، تذاكر الطيران، الحفلات، الفعاليات، عضوية الجيم وصالات الألعاب الرياضية، والعديد من الأشياء.
تدفع مقابل تلك الأشياء وقد لا تذهب في النهاية.
لكت في حالتنا فإن الوضع أفضل كثيرًا. في بعض الحالات يمكنك إعادة الأموال لأصحابها إذا انتهى بك الأمر بعدم القدرة على إنتاج.
المؤلف “ريان هوليداي” باع أكثر من 2000 نسخة من كتابه “العائق هو الطريق” مقدمًا، فأصبح لديه ما يكفي لتغطية تكاليف وجباته السريعة أثناء كتابة الكتاب، وتأكد أن كتابه سيلقى نجاحًا بمجرد طرحه في الأسواق.
هل تريد مثالًا ناجحًا آخر للتحق من جودة المنتجات؟ هل ننظر إلى “إيربنب”؟
خرجت الفكرة من رحم الاحتياج. لم يقدر مؤسسو الموقع “جو” و “بريان” على دفع إيجار مسكنهما. لذا فكروا أن يقوموما بتأجير 3 مراتب على أرضية شقتهم للحصول على الأموال.
أتى 3 أشخاص، ودفع كل منهم 80 دولار مقابل الليلة الواحدة، عندها فكروا: “يبدو أن هذا يستحق أن نستكشف الأمر أكثر.”
بمجرد إطلاق فكرتهم في مهرجان “ساوث باي ساوث وست“، حصلوا على المزيد من الحجوزات. لكنها كانت حجوزات محدودة تقدر بـ 200 دولار في الأسبوع.
مع ذلك، فقد علموا أن هناك اهتمامًا لدى الناس، وكل ما عليهم هو تطوير المنتج.
انشر محتوى مجانيًا إن لم تكن تمتلك فكرة.
إن لم يكن لديك فكرة، ابدأ بشكل مجاني.
أنشئ مدونة أو قناة يوتيوب وابدأ في نشر المحتوى حول المجال الذي ترغب في بدأ مشروعك فيه. انشر ذلك المحتوى على شبكات التواصل الاجتماعي.
هذه هي أبسط طريقة للتعرف على ما يعجب الناس وما يكرهونه وما هم في حاجة إليه. كما إنها وسيلة عظيمة للحصول على ردود الأفعال تجاه أفكارك.
أكثر من ذلك، كما رأيت، إن قمت بجمع عناوين البريد الإلكتروني فإنك بذلك تبني قاعدة من الجمهور المتشوق والمنتمى لك والذي لا يستطيع الانتظظار حتى تطلق منتج بشكل فعلي.
يمكنك أن تفعل ذلك بإهداءهم كتابًا إلكترونيًا، أو تطوير تطبيقًا للأسئلة المسلية “كويز”، أو الخروج بفكرة سلسلة رسائل إلكترونية مفيدة، أو مجموعة فيديوهات مثيرة للاهتمام. حتى أن إنتاج الفيديوهات اليوم أصبح أسهل كثيرًا من ذي قبل مع وجود الهواتف الذكية وتوفر الأدوات السلسلةلإنتاج الفيديوهات.
امنح الناس الفرصة للوصول لأفضل ما تقدمه من محتوى في مقابل عناوين بريدهم الإلكتورني ، وستبدأ في الحال في بناء قاعدة جمهورك.
حتى الآن هذه هي أسهل طريقة لبدء مشروع اليوم، وهي خالية تمامًا من أي مخاطر.
حسنًا، لنفترض الآن أن لديك فكرة، وتحققت من جودتها. في الالمقال القادم سنتحدث حول كيفية تجنب الأخطاء التي وقع بها “إيربنب” والتي أثرت سلبًا على نموهم في البداية.،